صورة لحطام سفية تيتانيك بأعماق المحيط/ تعبيرية
يأمل الخبراء في أن تقدم الصور نظرة جديدة بشأن كيفية غرق "تيتانيك" في 15 أبريل من العام 1912 | Source: @AtlanticProds

كشفت صور جديدة لسفينة تيتانيك الشهيرة عن ملامح غير مسبوقة لحطام تلك السفينة الأيقونية العملاقة، والتي قد تلقي أضواء جديدة على كيفية غرقها، وفقا لما ذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية.

وكان قد جرى تطوير أول مسح رقمي بالحجم الكامل لحطام سفينة السفينة، التي تقبع على عمق 12500 قدم تحت سطح الماء في قاع المحيط الأطلسي، عن طريق استخدام تقنية "خرائط أعماق البحار".

ويأمل الخبراء أن تقدم الصور نظرة ثاقبة جديدة بشأن كيفية غرق "تيتانيك"، في 15 أبريل من عام 1912، بعد أن اصطدمت بجبل جليدي خلال رحلتها الأولى المشؤومة.

وتسببت الكارثة، التي جرى تخليدها من خلال الأفلام الوثائقية والكتب وأفلام هوليوود الشهيرة، في وفاة أكثر من 1500 شخص كانوا على متن السفينة العملاقة، أي ما يقرب من 70 المئة من الركاب والطاقم.

وكان قد تم إجراء المسح خلال العام الماضي بواسطة "Magellan Ltd"، وهي شركة مختصة برسم خرائط أعماق البحار، وذلك بالتعاون مع شركة " أتلانتيك برودكشن" الكائنة في لندن وتعمل حاليا على إنتاج فيلم وثائقي عن المشروع.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أتلانتيك برودكشن، أنتوني جيفين: "شعرت أن هناك شيئا أكبر بكثير هنا يمكننا الحصول عليه من سفينة تيتانيك، وذلك في حال تمكنا من مسح (الحطام) ضوئيا".

وتابع: "إذا تمكنا من التقاط جميع التفاصيل، فإن ذلك قد يمكننا من اكتشاف كيفية غرق السفينة، ومعرفة كيف تحطمت أجزاء مختلفة منها، ناهيك عن العثور عن الكثير من القصص الشخصية المتعلقة بها".

ويوفر المسح عرضا ثلاثي الأبعاد للحطام بأكمله، مما يتيح للسفينة التي كانت كانت توصف سابقا بأنها "غير قابلة للغرق" أن تُرى كما لو تم تصريف المياه عنها.

ونشرت مقاطع فيديو للصور التي وثقتها الشركة: 

وفي حين تم فحص "تيتانيك" بالتفصيل منذ اكتشاف الحطام، في عام 1985، فإن الحجم الهائل للسفينة، وقبل استخدام المسح الرقمي، كان حائلا دون إمكانية الحصول على لقطات من مختلف الزوايا والاتجاهات لبقايا الحطام.

وأمضت غواصات صغيرة، يتحكم فيها فريق عن بعد على متن سفينة متخصصة، أكثر من 200 ساعة في تحليل الحطام بأكمله.

والتقط الفريق أكثر من 700 ألف صورة من كل زاوية، مما أدى إلى إنشاء إعادة بناء دقيقة ثلاثية الأبعاد للقارب.

ويتألف الحطام الصدئ من جزأين، حيث يفصل بين مقدمة السفينة ومؤخرتها أكثر من 2600 قدم في اتجاهين متعاكسين، ويحيط بها "حقل هائل"من الركام.

ولا يزال من السهل التعرف على القوس الأيقوني على الرغم  تواجه تحت الماء لأكثر من قرن.

وفي الأنقاض المحيطة بالسفينة، توجد أشياء متنوعة بما في ذلك الأعمال المعدنية المزخرفة من السفينة والتماثيل وزجاجات الشمبانيا غير المفتوحة، كما توجد ممتلكات شخصية، منها عشرات الأحذية.

وقال جيفن لشبكة "سي بي إس نيوز" إن المسح الرقمي جاء في وقت حرج حيث تستمر حالة تيتانيك في التدهور.

وختم بالقول: "ما لدينا الآن مخصص للسجل التاريخي، قبل أن ينهار حرفيا، سجلٌ لكل ما يتعلق بحطام السفينة تيتانيك، والذي سيظل خالدا إلى الأبد".

Illustration shows TikTok logo, U.S. and Chinese flags
يواجه التطبيق الآن معركة من أجل البقاء في المحاكم الأميركية

أمضت الشركة المالكة لتطبيق تيك توك السنوات الأربع الماضية في محاولة لدرء الحظر الأميركي، لكنها لم تنجح في ذلك "بسبب سلسلة من الحسابات الخاطئة" وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

وكان القانون الذي وقّعه الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، والذي يقضي بضرورة بيع التطبيق أو حظره، نتيجة للهزّات العنيفة التي عرفتها العلاقات الأميركية-الصينية والجهود المنسقة والخفيّة من طرف منتقديه في الكابيتول هيل.

ويواجه التطبيق الآن معركة من أجل البقاء في المحاكم الأميركية، بينما الخيار الوحيد له هو إيجاد صفقة يمكن أن تستخرج بعض القيمة من عملياته في الولايات المتحدة.

وحتى هذا الخيار يمكن أن يواجه معارضة من بكين، وفق الصحيفة، إضافة إلى ضعف اليقين بخصوص اهتمام مشترين بالولايات المتحدة بشراء التطبيق.

ومن المحتمل أن يعني الفشل على هذه الجبهات نهاية الأعمال التجارية الأميركية للتطبيق، والتي تشكل جوهر عمليات تيك توك العالمية، "وهو فشل مؤلم للتطبيق الأكثر نجاحًا عالميًا والذي خرج من الصين".

فرص ضائعة

يقول موظفون حاليون وسابقون في تطبيق تيك توك، في حديث للصحيفة الأميركية، إن الرئيس التنفيذي للتطبيق، شو زي تشيو ، أضاع الفرص في وقت مبكر من فترة ولايته لمحاولة بناء الدعم في الكابيتول هيل- واعتمد بدلاً من ذلك على المفاوضات مع مسؤولي الأمن الأميركيين حول إعادة الهيكلة المعقدة والتي لم تنجح أبدًا.

في الأشهر الأخيرة، تفوق المعارضون للتطبيق الصيني، وحشدوا الدعم لطرحهم ما عزز مخاوف العديد من المشرعين بشأن قدرة التطبيق الصيني على التأثير على الرأي العام.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستيف سكاليز (جمهوري من لوس أنجلوس) عن تيك توك "لا أعتقد أنهم فهموا أبدًا مدى قلقنا بشأن الآثار المترتبة على الأمن القومي نتيجة تعريض الكثير من البيانات الأميريكية للخطر".

ومن غير المعروف ما إذا كان من الممكن أن تغير الاستراتيجيات المختلفة مصير تيك توك، بالنظر إلى انعدام ثقة واشنطن العميق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الصين، خاصة في ما يتعلق بالمسائل التقنية.

وخلال معركته عام 2020 ضد جهود الحظر التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، كان يقود تيك توك مسؤول تنفيذي أميركي وأسترالي. 

وفي منتصف عام 2021، قامت الشركة الأم "بايت دانس" بتعيين شو، ويرجع ذلك جزئيًا إلى خبرته الواسعة ثنائية الثقافة. 

ولد شو ونشأ في سنغافورة، ويبلغ من العمر 41 عامًا ويتحدث لغة الماندرين بطلاقة، ودرس في كلية هارفارد للأعمال وعمل لدى بنك غولدمان ساكس.
 
يذكر أن أربعة مصادر ذكرت أن شركة بايت دانس المالكة لتيك توك ستفضل إغلاق تطبيقها بدلا من بيعه إذا استنفدت الشركة الصينية جميع الخيارات القانونية لتحدي التشريعات الرامية إلى حظر المنصة من متاجر التطبيقات في الولايات المتحدة.

وقالت المصادر القريبة من الشركة الأم لوكالة رويترز إن الخوارزميات التي يعتمد عليها تيك توك في عملياته تعد أساسية لعمليات بايت دانس الشاملة، مما يجعل بيع التطبيق بما يشمل الخوارزميات أمرا مستبعدا إلى حد كبير.

وذكرت أن تيك توك يمثل حصة صغيرة من إجمالي إيرادات بايت دانس والمستخدمين النشطين يوميا، لذلك تفضل الشركة إغلاق التطبيق في الولايات المتحدة في أسوأ السيناريوهات بدلا من بيعه إلى أي مشتر أميركي.

وأجرت رويترز مقابلات مع أكثر من ستة مصرفيين استثماريين قالوا إنه من الصعب تقييم قيمة تيك توك مقارنة بالمنافسين الآخرين مثل فيسبوك وسناب نظرا لأن البيانات المالية للتطبيق ليست متاحة على نطاق واسع ولا يسهل الوصول إليها.

وأفاد اثنان من المصادر الأربعة بأن إيرادات بايت دانس لعام 2023 ارتفعت إلى ما يقرب من 120 مليار دولار من 80 مليار دولار في عام 2022.

وقال أحد المصادر إن مستخدمي تيك توك النشطين يوميا في الولايات المتحدة يشكلون نحو خمسة بالمئة فقط من مستخدمي تطبيقات بايت دانس حول العالم.

سلسلة من الأخطاء

مجلة "بوليتيكو" هي الأخرى ذكرت بأن إخفاق تيك توك في فرض نفسه على الساحة الأميركية، جاءت بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبت على مدار سنوات، والتي بلغت ذروتها بالهزيمة التاريخية هذا الأسبوع في الكابيتول هيل. 

ويصف التقرير تيك توك بالـ"شركة المدعومة بالثقة" في نجاحها التجاري الهائل وقاعدة المستخدمين الواسعة، مع فشل القادة في إدراك أن روابط التطبيق بالصين جعله أكثر عرضة للخطر من منصات التكنولوجيا المنافسة مثل "ميتا"، "والتي مرت عبر مساءلة واشنطن دون خدش يذكر"، وفق تعبير المجلة.

وواجهت تيك توك سنوات من التحذير، بدءًا من محاولة الرئيس السابق، دونالد ترامب حظره عام 2020، والتي تم نقضها في المحكمة.

هل يشكل "تيك توك" خطرا على المراهقين؟
تشهد محاكم في الولايات المتحدة دعاوى قضائية ضد بعض شركات التواصل الاجتماعي، بحجة تورطها في تشجيع مراهقين على الانتحار، بينما طالب ناشطون بضرورة تعديل بعض القوانين التي تعفي شركات التواصل الاجتماعي من المسؤولية عن ما ينشر فيها بواسطة المستخدمين.

وقد استأجرت عشرات من جماعات الضغط من شركات رفيعة المستوى في واشنطن، واستأجرت مسؤولين سابقين في إدارة الرئيس، باراك أوباما كمستشارين. 

وأنفقت تيك توك و"بايت دانس"، الشركة الأم ومقرها بكين، ما لا يقل عن 27 مليون دولار للضغط على واشنطن منذ عام 2019، وفقًا للسجلات الفيدرالية، لكنها لم تفلح.

وقال جاكوب هيلبرغ، عضو لجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأميركية الصينية، الذي ساعد في الضغط على الكونغرس لتمرير الحظر "لقد رشوا واشنطن بالمال" ثم تابع "لكنهم لم يأخذوا الوقت الكافي للإجابة فعليًا، بطريقة مرضية، على السؤال الذي طرحه الناس  وهو: "هل يسيطر عليكم الحزب الشيوعي الصيني؟".

نقص الخبرة

إلى ذلك، يقول تقرير "وول ستريت جورنال" إن بايت دانس مالكة التطبيق تفتقر إلى الخبرة في السياسة الأميركية.

وكشف أن أشخاصا مقربين من شو حثوه مرارا على التعرف على "اللاعبين الأقوياء" في واشنطن والتقرب منهم. 

وبينما تحدث شو عن حاجة تيك توك لبناء الثقة، فإنه لم يعط الأولوية لمثل هذه الاجتماعات، وبدلاً من ذلك، ركز على الإيرادات وميزات المنتج والاكتتاب العام الأولي المحتمل.

وترك شو العلاقات الحكومية لمستشاره العام، إريك أندرسن، وهو مدير تنفيذي قديم في مايكروسوفت شغل منصب رئيس مجموعة الملكية الفكرية لشركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة.

"مشروع تكساس" ونصائح متضاربة

أمضى أندرسن معظم عام 2022 في التفاوض مع لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي لجنة اتحادية تُعرف باسم Cfius، بشأن اقتراح تيك توك بحظر بيانات المستخدم الأميركية. 

وتم تصميم هذا الاقتراح، المسمى بـ"مشروع تكساس"، لتهدئة المخاوف من أن بكين قد تضغط على تيك توك لتقديم البيانات أو التأثير على آراء الأميركيين، وهي مطالب قال مالكو التطبيق إنهم لن يمتثلون لها أبدًا.

وبحسب تقرير "وول ستريت جورنال" فإن  شو تلقى نصائح متضاربة بخصوص الاستجابة للمطالب الأميركية. 

وجادل بعض المديرين التنفيذيين في تيك توك بأنه لا ينبغي له (شو) أن يجتمع مع المشرعين لأن محادثات Cfius كانت سرية. 

وقال آخرون إن مشاكل تيك توك كانت سياسية في الأساس ويمكنه المشاركة دون تفصيل المفاوضات.

وفي أوائل عام 2022، أخبر شو الموظفين في مكالمات متعددة أن الصفقة مع الحكومة الأميركية على وشك الانتهاء.

"ولكن في غضون بضعة أشهر، اتضح أن لا شيء على ما يرام"، تقول الصحيفة.