مسؤول إسباني يقول إن فريق برشلونة عليه دفع تعويض استخدام المياه أو الاستحمام في المنزل
ليفاندوفسكي يسجل من ركلة جزاء ليعيد التقدم بفارق هدفين لبرشلونة قبل دقيقتين من النهاية. إرشيفية.

حجز برشلونة مقعده في دور الستة عشر لكأس ملك إسبانيا لكرة القدم بعد فوز صعب 3-2 على مضيفه بارباسترو المنافس في الدرجة الرابعة بأهداف فيرمين لوبيز ورافينيا وروبرت ليفاندوفسكي، الأحد.

وافتتح لوبيز أهداف الفريق الزائر في الدقيقة 18 بتسديدة مباشرة بعد تمريرة منخفضة من رافينيا الذي جعل النتيجة 2-صفر بعدما تلقى تمريرة من الناشئ هيكتور فونت، الذي خاض مباراته الأولى مع برشلونة، في الدقيقة 51.

وبدا أن برشلونة يسيطر على اللقاء قبل أن يسجل أدريا دي ميسا هدفا ليرفع الروح المعنوية لصاحب الأرض حين استغل كرة أخفق الدفاع في إبعادها من منطقة الجزاء وسدد في المرمى ليقلص الفارق بعد ساعة من اللعب.

وكاد بارباسترو أن يتعادل، قبل أن يسجل البديل ليفاندوفسكي من ركلة جزاء ليعيد التقدم بفارق هدفين لبرشلونة قبل دقيقتين من النهاية.

وأضاف مارك برات هدفا ثانيا لبارباسترو في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء، لكن فريق تشابي هرنانديز تماسك ليحقق الفوز.

سيزار لويس مينوتي عندما درّب النجم الراحل مارادونا
مينوتي رحل عن عمر ناهز 83 عاما (أرشيف)

خسرت الأرجنتين أحد أبرز رموزها الكروية، برحيل سيزار لويس مينوتي، مهندس التتويج المونديال الأول، الأحد، عن عمر ناهز 85 عاماً، نتيجة إصابته بمرض السرطان في معدته، وفق ما أفادت وسائل الإعلام المحلية.

وحفر مينوتي اسمه في تاريخ "راقصي التانغو" بعدما قاد المنتخب إلى لقبه المونديالي الأول عام 1978 على حساب هولندا، قبل أن يضيف المنتخب لاحقاً لقبين آخرين عامي 1986 و2022 بفضل الأسطورتين الراحل، دييغو مارادونا، وليونيل ميسي توالياً.

وعندما حصلت الأرجنتين عام 1966 على حق استضافة مونديال 1978، لم يكن أبناؤها يتخيّلون أن منتخب بلادهم سيحصد أول ألقابه العالمية تحت نظام دكتاتوري أخفى الآلاف منهم. 

وقبل سنتين على انطلاق البطولة، شهدت البلاد مجيء مجلس عسكري بقيادة الجنرال، خورخي فيديلا، بعد انقلاب قضى على حكم الرئيسة، إيزابيل بيرون، وسط أعمال عنف ذهب ضحيتها 10 آلاف قتيل و15 ألف مفقود و8 آلاف سجين، حسب منظمة العفو الدولية. 

واعتُقل أسرى حرب في معسكر "إسما" سيئ السمعة، على مقربة من ملعب مونومنتال، مستضيف المباراة النهائية بين الأرجنتين وهولندا (3-1). 

وهدّدت بعض الدول، خصوصاً الأوروبية، بالمقاطعة، لكن الاتحاد الدولي (فيفا) برئاسة البرازيلي، جواو هافيلانج، أصرّ على استضافة الأرجنتين، بعد مفاوضات صعبة وشاقة مع النظام العسكري الذي تعهد بأن لا تعكر أي حادثة أمنية صفو النهائيات.

"لأجل الشعب" 

ورغم خطورة تحدي النظام الاستبدادي، تمتع مينوتي، المدخن الشره الذي أقلع عن التدخين في عام 2011، بالجرأة ليعلق قبل المباراة النهائية على مسألة الدعاية (بروباغندا) عبر منتخب "ألبيسيليستي"، قائلا: "نحن الشعب، ننتمي للطبقة الكادحة، نحن الضحايا، ونمثل الشيء القانوني الوحيد في هذا البلد (كرة القدم)".

وأضاف: "لن نلعب لمدرجات مليئة بالضباط، العسكريين، بل سنلعب لأجل الشعب، ولن ندافع عن الديكتاتورية، بل عن الحرية".

وهذه الحرية لم تكن فقط في المواقف الوطنية والسياسية بل ترجمها مينوتي أيضاً في أرضية الملعب، حيث اعتمد على اللعب الجميل السلس الذي قاد به المنتخب في مونديال بلاده حتى أوصله إلى النهائي الذي حسمته الأرجنتين 3-1 بعد التمديد.

وسجل ماريو كيمبس، أفضل لاعب في النهائيات، هدفين في مرمى منتخب برتقالي افتقد نجمه "الطائر" يوهان كرويف، الذي رفض اللعب في المونديال الأرجنتيني.

وتولى مينوتي تدريب 11 نادياً خلال مسيرة امتدت طيلة 37 عاماً، بعضها أكثر من مرة، ومنتخبين وطنيين هما الأرجنتين والمكسيك.

لكن تبقى قيادته الأرجنتين إلى لقب مونديال 1978 على أرضها في وقت كانت البلاد تحت حكم المجلس العسكري القمعي، أبرز انجازاته على الإطلاق.

"نحيل تحول إلى أسطورة"

وُلِد مينوتي في روزاريو التي تعتبر من أبرز معاقل كرة القدم الأرجنتينية، ودافع طيلة مسيرته التدريبية عن اللعب الهجومي والإبداعي، مركزاً على تحركات اللاعبين في أرض الملعب والبحث عن المساحات.

واعتمد مينوتي الذي أطلق عليه لقب "إل فلاكو" أي النحيل، على فلسفة "يمكننا أن نخسر مباراة، لكن لا يمكننا أن نفقد كرامة لعب كرة قدم جميلة".

وبعدما دافع كلاعب وسط عن ألوان أندية كبرى مثل، روزاريو سنترال، وراسينغ، وبوكا جونيورز، أنهى مينوتي مسيرته الكروية في البرازيل، حيث زامل في سانتوس عام 1968 الأسطورة الراحل بيليه "أعظم لاعب في كل العصور"، حسب قوله.

هوراكان يفتح باب المنتخب

وبانتقاله إلى التدريب، ارتقى هوراكان من نادٍ صغير في بوينس أيرس إلى بطل الدوري الأرجنتيني عام 1973، مما فتح الباب أمامه لتولي تدريب المنتخب الوطني بهدف قيادته إلى اللقب العالمي على أرضه.

ونجح الرهان وفاز المنتخب الأرجنتيني باللقب تحت قيادة مينوتي ومجموعة من النجوم الكبار مثل دانيال باساريلا وكيمبس والحارس أوبالدو فيلول.

لكن هذا الإنجاز لم يجنب مينوتي، المقرب من اليسار،  الانتقادات لاعتبار البعض أنه تغاضى عن جرائم النظام العسكري، ولم يستغل موقعه كي يندد بما يقوم به الأخير.

وكان السجين السياسي السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام، أدولفو بيريس، إسكيفيل من بين منتقديه، قائلاً: "كنا ننتظر أن يقول مينوتي شيئاً، أن يقوم بلفتة تضامن، لكنه لم يقل شيئاً. كان الأمر مؤلماً ومثيراً للاشمئزاز، فهو أيضاً دخل في اللعبة السياسية بصمته".

والمدرب الفائز عام 1979 بكأس العالم تحت 20 سنة والذي قدم دييغو مارادونا الى العالم في حينها، رحل عن المنتخب الأرجنتيني في 1982، بعد الإقصاء في الدور الثاني لمونديال إسبانيا.

وحل بعدها في برشلونة الإسباني، وذلك ضمن مشوار قاده الى تدريب 11 نادياً بينها بوكا جونيورز وريفر بلايت وأتلتيكو مدريد الإسباني لكن من دون نجاحات تذكر.

ورغم الإخفاقات التي عاشها، دافع مينوتي دائماً عن فلسفته الكروية المضادة لتلك التي تبناها سلفه في تدريب الأرجنتين، كارلوس بيلاردو، الذي قاد البلاد الى لقبها المونديالي الثاني عام 1986.

واعتبر بيلاردو أن الانتصار هو الأساس حتى على حساب اللعب الجميل، فأجابه مينوتي "الأمر يشبه القول إن أهم شيء في الحياة هو مجرد التنفس".