أخباربرشلونةريال مدريدكرة قدم
الأكثر تداولًا

ذكرى فوز ريال مدريد على برشلونة 11\1 – كل ما تريد معرفته وحقيقة تدخل دبابات فرانكو

في مباراة يترفع المدريديستا عن الحديث عنها، بينما يرويها المشجع الكتالوني بحرقة، كلاسيكو الـ11\1 ، تلك النتيجة التي لم يُصدقها أي مشجع لبرشلونة على مرّ العصور.

وعلى الرغم أن الفريق الأحمر والأزرق كان منتصرًا بثلاث أهداف بيضاء في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعبه، لكن أنهار تمامًا في موقعة الإياب ليخسر بنتيجة 11\1.. فماذا حدث؟

هناك روايتين متناقضتين تمامًا بشأن حقيقة ما حدث في أعقاب تلك المباراة، في البداية أقيمت مباراة الكلاسيكو بين الفريقين في التاسع من يونيو عام 1943، في إطار منافسات إياب دور نصف نهائي كأس الجنرال أو المعروف حاليًا بإسم “كأس ملك إسبانيا”.

حقيقة تدخل دبابات فرانكو وتهديد لاعبي برشلونة لخسارة المباراة

تروي الصحف الإسبانية، وغالبية المصادر العالمية، أن شوط المباراة الأول انتهى بنتيجة 8\0، وبعد الدقيقة 90 كانت المباراة قد وصلت نتيجتها إلى 11\1.

فقد قال “خوان باراو” المؤرخ المتخصص في تاريخ برشلونة، في تصريحات لموقع “جول” العالمي، حول كلاسيكو الـ 11\1 : هذه المباراة لم يتباهى ريال مدريد أبدًا بها، في الأساس لأنها لم تكن مباراة كرة قدم “.

وأضاف: قيام ريال مدريد بتغيير المواجهة بهذا الشكل لم يكن وليد الصدفة، والمثير للدهشة كانت النتيجة التي تشرح تمامًا أنها كانت في الواقع مباراة أشبه بالإهانة، كانت مشد أقرب ما يمكن رؤيته في سيرك روماني وليس ملعب كرة قدم “.

يقول “باراو”، أن في أعقاب تلك المباراة خلال عام 1943، كانت إسبانيا تحت دكتاتورية “فرانشيسكو فرانكو” المعروف في الأصل بانتمائه إلى فريق ريال مدريد.

يؤكد “باراو” خلال تصريحاته لموقع “جول”، أن فرانكو بعدما علم بتفوق برشلونة في نتيجة الذهاب بنتيجة 3\0 أرسل مدير أمن الدولة رفقة الشرطة إلى ملعب ريال مدريد في مباراة الإياب بالدبابات، وبحسب ما أكده المؤرخ التاريخي فإن المسؤول الحكومي دخل غرفة خلع الملابس الخاصة بلاعبي برشلونة وهدد اللاعبين وعائلاتهم!

يوضح باراو: في تلك الفترة كان هناك قانون المسؤوليات السياسية، والذي بموجبه يتم اعتبار كل من لم يكن مواليًا للجنرال أو النظام وكأنه يفعل شيئًا مُريبًا.

ويتابع: إنها مباراة عار، تلك النتيجة لم يتباهى بها ريال مدريد أبدًا لأنها تخفي أحد أسوأ الوقائع الرياضية خلال فترة هي من أحلك الأيام في إسبانيا.

اشترك في قناة تليجرام الجديدة وتابع كل ما يخص كرة القدم من أخبار وانتقالات ونتائج

ويؤكد: تلك التحذيرات جعلت بعض لاعبي برشلونة يتسائلون عما إذا كان الأمر يستحق أن يبذلوا أي مقاومة على الإطلاق؟ وفي النهاية لم يُحاولوا المقاومة بل دخلوا المباراة برايات بيضاء.

وبالفعل، خرج لاعبو برشلونة إلى الملعب لخوض المباراة برؤوس منكسرة، ما ساعد ريال مدريد في السيطرة على المباراة وسجل الفريق الأبيض أخد عشر هدفًا في 90 دقيقة، بينما جاء هدف برشلونة الوحيد بعدما سجل اللوس بلانكوس أهدافه كاملة.

وتقول تلك الرواية، أن الجنرال فرانشيسكو فرانكو كان حاكمًا ديكتاتوريًا تمامًا، وحين جاء إلى إسبانيا كان هناك ناديين فقط مسيطرين على كرة القدم هناك “برشلونة وأتيتك بلباو”، حتى بعد مجيئه إلى الحكم ظل الناديان متحكمين في اللعبة.

وبسبب أعمال فرانكو المثيرة للجدل وديكتاتوريته الفظة، الأمر الذي لم يعجب الكثير من الكتلان، وكذلك مناصري أتلتيك بلباو، حتى رفع الفريق الأحمر والأزرق شعارًا يقول “Mes que un club”. أي أكثر من نادي. ليصبحون صوت الشعب المتمرد ضد فرانكو، أو السبيل الوحيد للتمرد المفتوح ضد مضطهدهم الوحشي فرانكو.

يحكي “إرنستو تيوس” الصحفي الشهير لدى ماركا فترة الأربعينات، والمعروف أن انتمائه للفريق الأبيض، بأن المباراة شهدت استسلام وديع من قِبل لاعبي برشلونة تصل إلى عدم التصديق! الأمر الذي اشعل نيران الغضب في نفس فرانكو فقرر وقف الصحفي عن العمل.

أكدت أيضًا التقارير الصحفية، أن إنريكي بينيرو كيرالت، رئيس برشلونة في ذلك الوقت، كان من الموالين المتحمسين لفرانكو، حيث تم تعيينه في هذا المنصب من قبل إدارة فرانكو في محاولة للسيطرة على النادي وإزالة التسييس بداخله، وسرعان ما أصيب إنريكي بخيبة أمل من كل ذلك لدرجة أنه استقال بعد المباراة بوقت قصير.

رواية ثانية مناقضة تمامًا..

في تلك الرواية التي ترويها صحيفة “ماركا”، تم التأكيد على أن برشلونة أنهى شوط المباراة الأول متفوقًا بنتيجة 1\0، إلا أن البلوجرانا أنهار تمامًا في الشوط الثاني وبدى اللاعبين بشكل هزيل تمامًا أمام الخصوم ما أدى إلى وقوع تلك النتيجة العريضة.

كما لم تتناول صحيفة “موندو ديبورتيفو” المعروف توجهها إلى الفريق الكتالوني إلى أية أحداث مريبة وقعت في تلك المباراة، بل اعتبرت أن فوز الميرينجي كان مستحقًا.

ووفقًا لهذا الإتجاه، تساءلت العديد من الصحف الموالية إلى ريال مدريد، حول إن كان “فرانكو” قد تدخل في نتيجة المباراة ليسمح بفوز ريال مدريد في نصف النهائي، لماذا لم يتدخل في المباراة النهائية أيضًا التي خسرها الميرينجي أمام أتلتيك بلباو ليتوج الأخير بطلًا بكأس الجنرال ؟

أما المؤرخين، فأكدوا أن الجنرال فرانكو كان مُضطهدًا لكل شئ، فلم يرحم الأخضر واليابس، حتى أن الصحف كافة كانت تحت سيطرته، وعند نشر أية تفاصيل تُثير غضبه كان يأمر بحذفها على الفور وإعدام كافة أعداد الصحيفة في ذلك اليوم، غير أنه كان وراء قرار إيقاف عدد من الصحفيين عن الكتابة بسبب ما قاموا بنشره بعد تلك المباراة.

اترك تعليقاً