54 عامًا على إحراق المسجد الأقصى..والواقع اليوم أكثر خطرًا

54 عامًا على إحراق المسجد الأقصى..والواقع اليوم أكثر خطرًا
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: تمر هذه الأيام ذكرى مشؤومة على ذاكرة الفلسطينيين، حيث علت أصوات الصراخ لاشتداد سطوة المصيبة، حين أقدم المتطرف مايكل دنيس روهان، من أصل أسترالي، على إضرام النيران بالمصلى القِبلي بالمسجد الأقصى.

يومئذ أشعل روهان بالقصد العمد الجناح الشرقي للمصلى، لتأتي ألسنة اللهب على واجهات المسجد، وسقفه، وسجاده وزخارفه النادرة، وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، بما فيها منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي، وقد تهدد البناء بشكل مخيف، ما تطلب سنوات من الإعمار؛ لإعادة ترميم المسجد وزخرفته، وما زالت الغصة ترافق المقدسيين رغم مرور السنين الطويلة.

يقول  نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، ناجح بكيرات، إن "علينا أن نتذكر هذه الجريمة التي استهدفت رمزية المسلمين".

وأضاف بكيرات لـ"القسطل" أن "من يقف على منبر المسجد الأقصى أو بقربه، يتذكر أن هذا المنبر قد أحضره صلاح الدين الأيوبي وله تاريخ عريق من مراحل زمنية معقدة" مشيرًا إلى أنه "قد بقي قرابة العشرين عامًا وهو منصوب في مسجد دمشق، وكان المسجد الأقصى محتل من قبل الصليبيين، فهو رمز للتحرير ليذكر المسلمين أن عليهم إعادة المسجد الأقصى إلى وضعه الطبيعي وأن يتم تحريره وما حوله، دون عجز وتقاعس".

المستوطنون المتدينون ومعتقدات الحرق والتدمير

أكد بكيرات أن "موضوع حرق المسجد الأقصى نتج عن شخص متدين، وبالتالي هو فعل نابع عن عقيدة بها تطرف، تؤمن بها حكومة صهيونية متطرفة تحكمنا، تحلل الخراب والاعتداءات، وهي أيديولوجية ما زالت تؤمن بحرق الإنسان غير اليهودي".

واستطرد بالقول إن "حرق أشجار الزيتون من قبل المستوطنين المتدينين في كافة مناطق الضفة الغربية والقدس، الذي نشهده كل يوم، هو خير دليل على أن أعمال الحرق نابعة من عقيدة ترشد وتحلل الخراب والانتهاكات والدمار".

واستدرك أن "فكرة الحرق تؤكد على طبيعة الإرهاب الصهويني، والعقلية الخطيرة" موضحًا أنه "علينا فهم هذا الاحتلال واستراتيجياته المرتبطة بعقائد خرافية خطيرة جدًا".

وتابع بالقول إن "موضوع البقرات الخمس التي جلبها الاحتلال من ولاية تكساس الأمريكية، هو من مؤشرات استراتيجيات الاحتلال الأكثر خطرًا في تهويد المسجد الأقصى".

وذكر أن "كل الاعتداءات التي يقدم عليها المستوطنون تقدم باسم الدين والرب، لا عن رغبات فردية".

وتساءل بكيرات، "أي رب يأمر بحرق البشر والشجر والحجر، ويرضى بهذه الخرافات؟"

إرادة المقدسيين في إعمار الأقصى وإزالة آثار الحريق

يقول  نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية: "لدينا شعب مقاوم قد أطفأ النار بيديه، رغم كل الحصار الذي فرض على المسجد الأقصى، استطاع المقدسيون أن يسيطروا على الحريق، ويعيدوا المسجد إلى حلته".

وذكر أن "أثناء حريق المسجد الأقصى، كان يشعر المقدسيون أن بيوتهم تحترق، وبالتالي هب الصغير والكيير من المسلمين والمسيحيين للدفاع عن المقدس الخالص، وهذه الإرادة المقدسية التي تجلت في كل مناحي الحياة خلال أكثر من 5 عقود أثبتت لنا أن الإرادة المقدسية ثابتة وواعية، مستمرة وقادرة على أن تنهي هذا الاحتلال".

وأوضح: "كل هذا نقرؤه من خلال ذكرى الحريق الذي جرى صبيحة يوم الخميس في 21 آب 1969، حينما استيقظنا على الدخان المتصاعد في أجواء مدينة القدس، كان يومًا أسودًا على نفوسنا، أشد من اسوداد الدخان الذي تصاعد من المئذنة، ولكن إرادة شعبنا التي شكلت لجنة الإعمار والمهندسين، الذين اجتمعوا وخططوا من العمال والصغار، الذين وقفوا للمسجد الأقصى وقفة رجل واحد، وقدموا كل ما يمكن من أجل الحفاظ على إسلامية وهوية المكان والزمان، تثبت أن إرادة المقدسيين ما زالت موجودة وهي التي ستنتصر".

وختم بالقول إن "رسالتنا أن تبقى هذه الإرادة صامدة وقوية وأن هذا الإرهاب الصهيوني لن يخيفنا، وأن محاولة طمس رموزنا الإسلامية لا يمكن أن يكون بأي شكل من الأشكال".

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: